بعد خمسين يوماً من خطف دكتور بالمعلوماتية في حلب أم أحد الخاطفين تبلغ الشرط

الخاطفون أجبروه على توقيع وبصم عشرات سندات البيع والإبراء وأوراق بيضاء أدى إبلاغ سيدة عن قيام ابنها باحتجاز رجل مسن إلى إنهاء معاناة خمسين يوماً قضاها دكتور في المعلوماتية بين أيدي عدد من الخاطفين ساموه خلالها أنواع العذاب بقصد الاستيلاء على أملاكه. وألقت شرطة منطقة جبل سمعان القبض على ثلاثة من الخاطفين بينهم مخطط العملية قبيل ساعات من عزمهم التخلص منه كما ذكر المخطوف لسيريانيوز . وقال الدكتور عبد اللطيف حريري – دكتوراه في المعلوماتية ويقيم في حلب الجديدة " قضيت خمسين يوماً من العذاب فقدت خلالها 17 كغ من وزني ،وتراجعت صحتي، وأنا مصاب بالسكر والضغط والقلب، والمؤلم أن هذا جاء بعد معرفة 10 سنوات بالخاطف " والقصة كما رواها حريري بدأت في يوم 28 /12/2009 عندما حضر معلم تمديدات صحية اعتاد التعامل معه ويدعى "جمال – ط " إلى منزله لشراء براد برفقة شابين أحدهما معروف من قبله ويدعى " أحمد – ع " حيث قام الثلاثة بتكبيله بأشرطة لاصقة بعد إشهار مسدس، وقاموا بتعذيبه بهدف توقيع عقود بيع لعقارات في مدينة حلب تعود ملكيته له.

وقال حريري " فبركوا قصة حول دوافعهم لخطفي وتعذيبي،وطلبوا مني توقيع سندات بيع للعقارات التي أملكها،وعددها خمسة وتحت التعذيب والتهديد بالقتل قمت بالتوقيع ولكن بغير توقيعي،وبعد ثلاثة أيام قاموا بنقلي إلى مزرعة بالقرب من حلب لرؤية شخص زجوا باسمه في القضية وتبين لي أنهم فعلوا ذلك حتى لا أصرخ وأكشفهم عندما اقتادوني من منزلي " .
دعارة وقمار
وأضاف حريري "نقلوني إلى مزرعة قيد الإنشاء ورشوا الأرض بالماء، ورموني عارياً عليها بحجة أن التوقيع لم يعجب المحامي وكاتب المحكمة فكررت التوقيع على عشرات سندات البيع،ولعدة مرات،وكان جمال يغيب لفترة نصف ساعة ،ويعود ويبلغني رفض من أسماه "المعلم" والمحامي وكاتب المحكمة لتوقيعاتي" .

وأوضح "علمت بعد تحريري أنهم باعوا المكتب الذي أملكه في حي الجميلية إلى أحد الأشخاص الذي بدأ باستخدامه،ولا أعرف إذا كانوا باعوا أحد العقارات أو كانوا يحاولون نقل ملكيتها في المحاكم قبل القبض عليهم " .

و تابع " نقلوني بعد عدة أيام إلى بيت في كفر حمرة،ووضعوني في غرفة شباكها عال جداً، وأشبه بالزنزانة وبقيت فيها 38 يوماً دون تدفئة وأقضي حاجتي في سطل وأشرب الماء من عبوة مياه غازية " .

وذكر أن الخاطفين " استقبلوا في هذا المنزل عدة أشخاص آخرين لممارسة الدعارة ولعب الميسر وفي إحدى المرات تلقوا اتصالات هاتفية تفيد بقيام مجهول بإبلاغ الشرطة ،طلب عبدو من الشخص والداعرة التي أحضروها لبس ثيابهما بسرعة و قام بالاتصال بشخص لم ذكر اسمه لحل الموضوع وهذا ما كان " .

وكانت عائلة المخطوف عبد اللطيف الحريري قد ادعت بتغيبه وحرر ضبط تغيب بحقه بتاريخ 13 / 1/ 2010، إلا أن التحقيقات لم تسفر عن شيء.

وذكر المخطوف أن خاطفه جمال أبلغه بأن الشرطة استدعته للسؤال عن عبد اللطيف حريري وأنه " مشى حاله مع الشرطة واضطر لبيع سيارة بيك آب لأجل ذلك " ، وقال إن الخاطف " قام بإرسال عدد كبير من الرسائل لطفلتي أخبرها فيها أني تزوج وأني بخير " .



نهاية المعاناة

و قال عبد اللطيف حريري " قبل تحريري بأيام قليلة جاء أقارب عبدو، وسألوه عن سبب استخدام جمال للبيت وأنهم سيخبرون أمه الموجودة في دمشق لإجراء عمل جراحي ، وبعد عدة أيام جاءت الأم إلى البيت،وفي نفس الليلة قال لي عبدو سنتصل بأخي لكي يقوم بتوصيلك إلى بيتك بسيارة تاكسي يعمل عليها،واتفقوا على أن يتم ذلك الساعة 4 صباحاً".

و أنهى المخطوف حديثه بــ " الدعاء والشكر لهذه الأم واسمها فضيلة التي لا تخشى في الحق لومة لائم ، والتي قامت بإبلاغ الشرطة " مضيفاً " لقد أنقذتني من العذاب والموت، و يبدو أنهم كانوا سيقتلوني،لكن حوالي الساعة الثانية ليلاً قرع باب البيت بقوة وجاءت الشرطة وحرروني " .

وعلمت سيريانيوز أن شرطة جبل سمعان قامت بعد دهم المنزل و إلقاء القبض على عبد " القادر – ب" وعمره 25 سنة ، و ألقت القبض في نفس الليلة على " جمال – ط " وعمره 47 سنة وعلى " أحمد – ع " وعمره 26 سنة فيما تتم ملاحقة متورطين آخرين في قضية الخطف .

وكانت حلب قد شهدت في العامين الأخيرين عدة حوادث خطف معظمها لأطفال دون السابعة من العمر انتهت جميعها بإطلاق سراح المخطوفين وإلقاء القبض على الخاطفين عدا جريمة خطف الطفل " محمد ضبيط " .